مــــدونـة الكاتب ( إبراهيم النعاجي ) كــاتب وناشط ليبي مـعـــــاً من أجـــل تحقيق الأفضل فــي لـــــيبيـــــا

الأربعاء، 4 يونيو 2014

حفتــــــر والتأييـــــد الكبيــــــر بقلم / إبـراهيــم محمد النعـاجــي




يقول نعوم تشومسكي
"من إستراتيجية التحكم في الشعوب إستراتيجية خلق المشاكل ثم إيجاد الحلول فيطالب الرأي العام بقوانين أمنية على حساب حريته"

يبحث العديد من الليبيين منذ ثلاثة سنوات مضت عن الأمن المفقود، ويرى العديد منهم وخاصة المدن التي تعاني من إنفلات أمني كبير أن حفتر هو الرجل المنقذ الذي انتظروه طويلاً بعد سقوط حكم القذافي، لأن الحال الليبي بعد الثورة لم يتغير ولم يستطيع المؤتمر الوطني ولا الحكومات المتعاقبة تغير شيء فلم يتكون جيش ولا شرطة وبدأت البلاد في إنفلات أمني كبير ،وعانوا أبناء مدينة بنغازي كثيراً من هذا الإنفلات الأمني فكثير من الإغتيالات والتفجيرات حدثت في مدينة بنغازي وحصدت أرواح الكثيرين من المنتسبين للجيش والشرطة
أذاً لا ألوم أهالي مدينة بنغازي ولا ألوم الليبيين جميعاً أن صفقوا لحفتر وأيدوه فالغريق كما يقولون يتعلق بقشه ولأنهم ينظرون إلى حفتر هو الرجل الذي سوف ينقضهم من الحال الذي هم عليه، ينظرون إلى حفتر ويعلقون عليه وعلى عمليته المسمى كرامة ليبيا أمالهم الكبيرة والعريضة في تكوين الجيش والشرطة وإسترجاع الأمن الذي يفتقدونه في حياتهم اليومية والقضاء على الإرهاب وعلى التفجيرات والإغتيالات التي تحدث يوميا في مدينة بنغازي حيث وصل عدد الذين فقدوا حياتهم في مدينة بنغازي إلى أكثر من 530 شخص أغلبهم من الجيش والشرطة
ولقد انضما إلى حفتر العديد من أفراد الجيش السابقين الذين أبعدهم الثوار من مناصبهم بسبب تأييدهم ودفاعهم عن القذافي وأرادو العسكريين الذين انضموا إلى حفتر أن يرجعوا من خلالها إلى مناصبهم وأرادو أيضا الإنتقام من الذين أبعدوهم وكذلك إنضما إلى حفتر من ساهم في ثورة فبراير من العسكريين والثوار وإنضما إليه كل من كتائب الصواعق والقعقاع والمدني المنتمية لمدينة الزنتان ومقر هذه الكتائب طرابلس ،والهدف من العملية كما يقول حفتر هو إسقاط المؤتمر الوطني والقضاء على الإرهاب وعلى الإخوان المسلمين
لكن هناك العديد من الليبيين يقفون ضد حفتر وضد عمليتيه العسكرية التي تستهدف الثوار ويقولون من هو حفتر ومن الذي فوضه حتى يكون وصيا على الليبيين ،يقولون أن حفتر سببا في قتل أكثر من 5000 عسكري ليبي في حرب القذافي على تشاد
حفتر يريد أن يحقق انتصار على بني جلدته في بنغازي، حفتر يريد أن يحقق المجد الذي لم يستطيع تحقيقه في تشاد ،حفتر يريد أن يكون (سيسي ليبيا ) وهو يسير على خطى السيسي وما القضاء على الإرهاب إلا دريعه إستخدمها حفتر حتى يكسب التأييد الكبير من الليبيين ومن الدول الكبرى
لن ينتصر حفتر ولن يستطيع القضاء على الكتائب المتواجدة في بنغازي رغم الدعم الكبير من دول عربية ومن السيسي
حفتر سوف يواجه مقاومة كبيرة من الكتائب المتواجدة في بنغازي والمدن الأخرى
هذه الحرب الخاسر فيها هم الليبيين أنفسهم لأنهم سوف يفقدون المزيد من أبنائهم والحوار في هذه الأيام العصيبة هو الحل حتى تمر ليبيا بسلام يجب أن نحتكم لصناديق الاقتراع وننتظر يوم 25 -6 -2014 اليوم الذي حدده المؤتمر الوطني لإنتخاب مجلس النواب
الليبيين قاموا بالثورة من أجل الحرية والديمقراطية من أجل بناء دولة مدنية لا عسكرية كما فعل السيسي في مصر ،الليبيين قاموا بالثورة حتى يقضوا على حكم الفرد وعلى حكم العسكر، الليبيين لا يريدون أن تذهب دماء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والديمقراطية هدراً
أتمنى أن تمر هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ ليبيا بسلام وتقف الحرب التي يعمل العديد على إشعالها بين أبناء الوطن الواحد ،يجب أن تقف طبول الحرب ونذهب جميعا إلى طاولة الحوار فإن عدم إغتنام فرص الحوار الذي يقدم لجميع أطراف النزاع في ليبيا سوف يؤدي في كثير من الأحيان إلى كوارث لا تحمد عقباها ولنا في احتلال العراق الكويت عام 1990 مثالاً حياً على ذلك فقد طالب المجتمع الدولي العراق بالإنسحاب من الكويت وعقد تسوية تنهي الأزمة إلا أن قادة العراق آنذاك لم يدركوا أهمية الحوار وكانت النتيجة احتلال العراق من قبل دول التحالف ،الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار العراق حتى يومنا هذا حيث تتوارد الأخبار يومياً من العراق بإنفجارات في مناطق مختلفة وإستشهاد العديد من الأبرياء العزل من أبناء العراق لا لجريرةٍ اقترفوها وإنما خلاف لم يأخذ الحوار الجدي فيه مكانه الصحيح بين أبناء الوطن الواحد، أرجوكم لا تجعلوا ليبيا بسبب تعنتكم عراق آخر أنظروا قبالة سواحل ليبيا هناك العديد من المارينز في قبرص وفي صقليا وفي ايطاليا على مرمى حجر من ليبيا يتربصون بكم وينتظرون لحظة نزولهم على إراضيكم لا تكونوا سببا في ذلك أرجوكم إذهبوا إلى الحوار فالحوار هو الحل دائماً لأنه هو العقل وهو المنطق والحوار الذي أعنيه ليس كلاماً ولا مجاملات إنما هو سلوك حضاري و لغة وثقافة يسعى لها كل صاحب حق وصاحب إرادة وقوة والحوار هو الطريق الوحيد الواجب إتباعه بين الأطراف المسؤولة أو التي تشعر بالمسؤولية تجاه ليبيا، الشعب والدولة لا يمكن التفريط في ليبيا من أجل رغبات ومزاج البعض من الذين يملكون القوى الآن في ليبيا فالحرب والتعصب والتشدد لم تؤدي إلى حل.
يقول ابن خلدون
إلى الملتقى
إبراهيم محمد النعاجــي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق