مــــدونـة الكاتب ( إبراهيم النعاجي ) كــاتب وناشط ليبي مـعـــــاً من أجـــل تحقيق الأفضل فــي لـــــيبيـــــا

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

الهجرة السرية إلى أوروبا بقلم /إبراهيم النعاجي



إبراهيم النعاجي
يمكن تعريف الهجرة على أنها
" حركة سكانية يتم فيها انتقال الفرد أو الجماعة من الموطن الأصلي إلى وطن جديد يختاره نتيجة أسباب عديدة"


حيث يعبر العديد من أبناء القارة الأفريقية الصحراء الليبية على مدار العام ويعبرون بعد الإقامة في ليبيا إلى أوروبا خلال فصل الصيف الذي يعتبر من أكثر الفصول ملائمة للعبور المهاجرين.

وتعتبر ليبيا نقطة عبور لآلاف الأفارقة ويقيمون الأفارقة في ليبيا لفترة من اجل العمل وتجميع المال ليتمكنوا من الهجرة إلى أوروبا.

هذا هو حال شباب القارة الأفريقية التي تعتبر من أكثر قارات العالم فقراً وفاسداً وجهلاً مما جعل العديد من شباب القارة يرحلون عنها فرادى وجماعات يرحلون عنها حالمين بالوصول إلى الدول الأوروبية إلى جنة الرخاء إلا أن العديد منهم غرق ومات  في البحر  قبل الوصول إلى القارة العجوز.

جنسيات مختلفة من دول عربية وافريقية تركوا أوطانهم بعد أن انقطع الأمل في الحصول على عمل يجعلهم يعيشون حياة كريمة في بلدانهم.

حيث تعتبر مصر والجزائر من أكثر بلدان شمال أفريقيا مصدراً للمهاجرين جاءوا من المدن و القرى الجزائرية والمصرية هرباً من الفقر والجوع باعوا كل ما يملكون من اجل أن يهاجروا إلى الدول الأوروبية فمات العديد منهم غرقاً قبل الوصول إلى حلمهم الكبير هم وإخوانهم الجزائريين والتونسيين والمغاربه وغيرهم من دول أفريقيا أخرى ينهش الفساد والفقر.
 ماتوا غرقا بعد أن ركبوا في قوارب مخصصة أصلاً لصيد الأسماك تسع إلى عدد محدود لكن حملت هذه القوارب فوق حمولتها فلم يرحمهم البحر.

 شباب ضحك عليهم مهربين لا يخوفون الله هم سبب موتهم لكن هذا هو قدر الشباب الأفريقي رحلوا عن أرضهم بعد أن ضاقوا مرارة الفقر والعوز والحرمان.

ففي بلد المليون ونصف شهيد الجزائر رغم ما تكتسبه من مقدرات تجعل الشباب وجميع الشعب الجزائري يعيشون في رخاء بفضل وجود كميات كبيرة من النفط والغاز إلا أن الجزائر كغيرها من بلدان عربية وأفريقية بسبب الفاسد لم ينعم مواطنيها بخيرات بلدانهم الكثير والكثير من أبناء الشعب الجزائري رحلوا عن وطنهم حالمين بالهجرة إلى أوروبا عبر ليبيا فلم يتحقق حلم الكثير منهم مات العديد  منهم غرقاً في أعماق البحر المتوسط الذي يعتبر الآن من اكبر المقابر للمهاجرين.

 لم تكتفي الجزائر بمليون نصف شهيد الذين استشهدوا من اجل الحرية لموطنهم هاهم مازالوا يدفعون أرواحهم لا من اجل حرية الجزائر بل من اجل الهروب من الجزائر  الهروب إلى الموت أو الوصول إلى احد الدول الأوروبية ليعمل العديد والعديد من الشباب الجزائري وشباب شمال أفريقيا في تنظيف الشوارع الأوروبية ويعاملون أكرمكم الله كالحيوانات.


ما ذنب الشباب الأفريقي هل ذنبهم أنهم ولدوا في قارة مليئة بالفساد حيث تصل نسبة الفقر حوالي 51% .
 كل يوم رئيس جديد قارة تحكمها الفوضى والغوغائية قارة نهبت خيراتها ومات شبابها المجاعات في كل رقعة من القارة الفاسدة والمتأخرة عن ركب الحضارة.

 فإلى متى يبقى البحر المتوسط مقبرة لألوف مؤلفة من الشباب الأفريقي؟

و لماذا لا تعمل الدول الأفريقية الغنية على مساعدة شبابها وإيجاد فرص عمل لهم تمكنهم من العيش هم وأسرهم بكرامة وتكفيهم من مد أيدهم للدول الأوروبية؟

ولماذا لا تقوم   الدول الأوروبية على مساعدة الدول الأفريقية الفقيرة وتساهم في تقديم المنح لمساعدة الشباب على إقامة مشاريع تمكنهم هم أيضا من العيش في بلدانهم؟

 فأوروبا الاستعمارية هي من نهبت ثروات شعوب القارة الأفريقية وهي سبب المشاكل في كل من دارفور والعديد من الدول الأفريقية فهي تعمل دائما من اجل تأجيج الصراعات وعلى عدم استقرار القارة السمراء .

ليبقى الشباب الأفريقي يعاني إلى ما لا نهاية فالدول الأوروبية تسير في ركب الحضارة ويعيش شعبها في أعلى مستوى معيشة وأعلى درجات التحصيل العلمي.

 والدول الأفريقية يزداد فيها الجهل والفساد والفقر والمرض والموت  يزداد فيها انتشاراً.


ونختم بهذه المقولة الشهيرة لرئيس وزراء اسبانيا "خوسي ماريا اثنار"

 " لو كنت مواطنًا من دول الجنوب لغامرت أكثر من مرة حتى الوصول إلى أوروبا."

إلــى الملتقى

إبراهيم محمد النعاجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق